٠٠ َرسائل مقبلة وقُلوب مقفلة ٠٠
ما إن يُقبل شهر رمضان حتى تنهال رسائل التهنئة من كل حدب وصوب أصدقاء، زملاء عمل، أقارب، أشخاص عابرين تم تخزين أرقام هاتفك لديهم كل أولئك يرسلون رسائل تهنئة وكل تلك هي رسالة واحدة تم تداولها في كل أنحاء المجتمع العربي والإسلامي كل ما في الأمر نسخ، لصق إرسال والبعض لاينتبه لمضمون الرسالة يرسلها واسم شخص آخر مدون عليها تتضمن تهنئته مسبقًا!!
عام ٌ يمر دون أن يرسل دون أن يسأل دون أن يطمئن وإذا اقبل رمضان بحث بقائمة الأسماء واخذ يكيل الرسائل كيلًا ، أين المحبة خلال عام كامل من القريب أين الصداقة خلال عامل كامل من الصديق أين ايام الزمالة خلال عامل كامل من الزميل !!
عام ٍكامل القلوب مقفلة، والعيون مغمضة، والآذان ٌ صمٌ، والألسنة ٌ بكم ٌ، هذا هو حالنا وهذه هي مشاعرنا إلا ّ اذا ما أقبل رمضان تحركت اناملنا لثوان ٍ معدودة وبدأت بالضغط على لوحة مفاتيح الهاتف وهاجت المشاعر ونسخت ما يحلوا من كلمات منمقة وارسلت غير مكترثة بما تناسته او تغافلت عنه خلال عام ٌ كامل !!
عدت ُ بذاكرتي إلى الوراء قليلاً وقمت بالبحث داخل اروقة الرسائل التي تلقيتها على مدار العام فوجدت أخر رسالة وردتني كانت تحمل عبارة مبارك عليكم الشهر الكريم كل عام وانتم بخير إلا إثنان أو ثلاثة من الأهل وردتني منهم رسائل الاطمئنان والسؤال عن الحال !!
وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بين أيدينا ولكن لا يوجد تواصل سوى قروبات تحمل بين طياتها النكت والتندر ومشاهد قل ما تجد بها المحتوى الهادف !!
التهنئة بقدوم الشهر المبارك صارت موضة وليست ذات قيمة مالم يكن لهامردود إيجابي في حياة المتلقي وما لم تكن صادرة من قلب حي يملؤه الحب وتبادل المشاعر !!
التهنئة بالشهر المبارك شيء جميل ويزداد جمال التهنئه إذا كانت مباشرة ويتخللها شيء من الود والتقدير، الشهر المبارك مثله مثل أي شهر وايامه كسائر ايام العام التقرب إلى الله في كل وقت وحين وليس حصرياً على مكان وزمان محدد إلا بما فضله الله ورسوله وبما فيه من حكم وعبر للبشرية قاطبة !!
يوم الجمعة عيد الأسبوع ويقال التهنئة به بدعة ورمضان عيد السنة ولم ترد التهنئة به بنص صريح وقد اختلف العلماء في ذلك فهل العبرة بالتهنئة أم العبرة بالعبادة !!
٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠